في زمن كثرت فيه القيادات والزعامات وكثر فيه القادة والزعماء ، الا أن أحداً لم يتمتع بالرمزية التي تمتع بها الرئيس الراحل ياسر عرفات ، حيث لم يكن أبو عمار مجرد رئيس دولة أو زعيم حركة تحرر فحسب بل كان أسطورة جمعت كل صفات الرمزية ، ولم تقتصر الرمزية على شخصه فحسب ، بل تجاوزت ذلك الى كوفيته والتي انتقلت من كونها مجرد قطعة من قماش الى مرتبة الاختزال السياسي ابتداءً من وضعيتها على رأسه على شكل خارطة فلسطين وانتهت بكونها تصريحاً وطنياً متلازماً معه ، فيكفي ظهور الكوفية في أي مكان أو أي حدث ليدرك الجميع أن ذلك هو رمز القضية الفلسطينية, عاش أبو عمار بطلاً ومات بطلاً رمزاً لكل من عشق الحرية والكفاح ضد الظلم ، نعم لقد رحل أبو عمار من ظلم الدنيا الى عدل الآخرة بعد اربعة اعوام على غيابه الاليم، لا يزال رمز كفاحنا الوطني المجيد الرئيس الخالد ياسر عرفات، حاضرا فينا بروحه الوثابة منزرعا هنا في تراب فلسطين مقيما في افئدة الفلسطينين، متواصلا مع ابناء شعبه عبر ارث نضالي عظيم فقد مضى للقاء وجه ربه راضيا مرضيا كما يليق بالقادة الاستثنائين الكبار، بعد ان اودع بين ايدينا الامانة الغالية والقى على اكتافنا المسؤولية الثقيلة.
ونحن اليوم لا نرثي ياسر عرفات وان كنا نتحسر عليه في كل حين. فالاسطورة من امثاله لا يموتون ابدا الا باجسادهم الفانية، بل يبقون ملء الاسماع والابصار ابد الدهر، يحيون في مركز الذاكرة الجماعية في وجدان الشعب في سويداء القلب كانهم وميض ازلي، اذا جن اليل وادلهمت الخطوب ويظلون هكذا قدوة تقتدي على مدى الزمن، تحتذي جيلا بعد جيل قبلة وطنية لكل المقاتلين من اجل الحرية وكل الاحرار والشرفاء.
تخليدا لذكراه وتذكيرا لدربه قامت الجاليه الفلسطينيه دوسلدورف بالمبادره الاولى من نوعها على الساحة الالمانيه يوم السبت الموافق 15 نوفيمبر في ظل حشد كبير باحياء الذكرى الرابعه لاستشهاد القائد المعلم الاب ياسرعرفات
تحت شعار على نهجك سائرين وانت فينا الي يوم الدين
أحيت الجالية الفلسطينية في دوسلدورف الذكرى الرابعة لإستشهاد القائد الرمز الرئيس ياسر عرفات يوم السبت الموافق15 نوفمبر 2008 , والذي يوافق الذكرى العشرين لإعلان الاستقلال , وذلك بتنظيم مهرجان في احدى قاعات المدينة
تخلل المهرجان استعراض لتاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة , ودور الرئيس الشهيد في الحفاظ على الهوية الفلسطينية, وإستقلالية القرار الفلسطينى وأكد موكل السفارة الفلسطينية كون منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
من فلسطين الحبيبة شارك الاخ الدكتور احمد الطيبي المستشار السياسي للرئيس الراحل الجمع الكريم مهرجانهم على الهواء مباشرة , بكلمة ذكر فيها مناقب الشهيد الرمز ابو عمار, ومدى احتياج الشعب الفلسطينى لوجوده في ظل الظروف الراهنة, وغياب الوحدة الوطنية,مؤكدا ان الرئيس الراحل كان يشكل رمزا لهذه الوحدة.
وفي كلمة الجالية شكر الاخ رائد مرعى رئيس الجالية الفلسطينية دوسلدورف الحضور الكريم لتلبيتهم الدعوة للمشاركة في هذا المهرجان الذي هو واجب وطني والذى يقام اجلالا ووفاءا لروح الشهيد الاب والقائد ياسر عرفات, داعيا الجميع للعمل وبصدق من اجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية,مؤكدا ان الوحدة الوطنية هي الطريق الوحيد للوصول لاهداف وامال الشعب الفلسطينى, والتى طالما عمل ابو عمار مضحيا بالنفيس والغالى لتحقيقها.
ومن ناحية اخرى اكد ان الجالية الفلسطينية دوسلدورف بيت لكل الفلسطينيين, ومستعدة لدعم الجهود من أجل الوحدة الفلسطينية.
وتخلل المهرجان مقطتفات بالصوت والصورة من حياة الرئيس الراحل, وما له من مواقف وطنية وسياسية وانسانية في مختلف المحافل.
وحفاظا على الوطن وتراثه ادت فرقة " من بلدي " دبكة فلسطينية نالت اعجاب الحضور وشدا الفنان سمير منصور بالعديد من الاغانى الوطنية والتراثية.
في ظل الانقسام و التشرم على الساحه الفلسطينيه والذي ينعكس يوما بعد يوم على الجاليات الفلسطينية قاموا شباب الجاليه باحياء الذكرى كي تكون النبراس الذي تقتدي به الجاليات الاخرى ليس فقط في المانيا وانما في العالم باسره لتكون بمثابة الخطوه الاولى بالعمل وليس بالسجال على ارض الواقع باننا اجتمعنا من محبة الخالد فينا لنستذكر كل كلمة زرعها فينا موكدين اننا رغم اطيافنا الا اننا متمسكين بخيار الوحده وان جمعمنا ما هو الا رسالة من ابناء الشتات المنادين الى رص الصفوف ومتأكدين على التوجه باتجاه البوصله التي حدحها الشهيد و بنفس السفينة التي اشرع شراعها من اجل ان ترفع زهره من زهراة فلسطين العلم فوق ماذن القدس الشريف الرساله العاجله لابنائنا المتناحرين على السراب الذي لا جدوى من نيله الا الهتان واخراجهم لانفسهم من النسيج الوطني بايديهم دون ان يشفرون ومن اجل ان نصون وحدتنا الداخلية فاننا نناشد كافة الفصائل والقوى المتحاورة ، التخلي عن النزعات الفردية والفئوية والفصائلية، للوصول إلى مرحلة جديدة يسودها الاتفاق والتفاهم ووحدة الرأي والهدف ،والانطلاق من الثوابت التي دعا إليها الرئيس الشهيد ياسر عرفات.
ان نطلق صرخة مدوية إياكم والفشل في الحوار، حتى لا تخيبوا آمال الشعب، لأنه آن الآوان لينتهي هذا الوضع الغريب عن شعبنا وعن ثوابتنا، لأن الاحتلال الصهيوني وحده هو المستفيد من الفرقة والانقسام.هناك مصلحة وطنية عليا، فوق مصالح الفصائل وبرامجها، وهذه المصلحة باتت تقتضي، اسقاط كل الخيارات لمصلحة القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني واذا اراد البعض ان يضحي بالحوار ، استناداً الى معطيات خارجية، تابعة لحسابات اقليمية ودولية قد تتغير في اية لحظة، فيجب ان يكون الموقف منه واضح وهذا يتطلب من الجامعة العربية والقوى والفصائل المشاركة فضح هذه الجهة امام الشعب الفلسطيني والرأي العام
الى جنة الخلد يا ابا عمار
ايها الياسر المزروع على جبين فلسطين
لن ينساك شعبك ولا جندك ولاابناؤك
انا على العهد كنا وهذا فرض وليس سنة
فالعهد هو العهد والقسم هو القسم
حتى النصر حتى النصر
مع تحيات عميد الشبيبه الفتحاويه ((هانـــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــي))***
