بسم الله الرحمن الرحيم
انت تعطي بحب وبتلقائية لأنه جزء من طبيعتك وأسلوبك. لاتنتظر المقابل ولكنك أيضا لاتتوقع الجحود. أصعب مشاعر المرارة حينما تسقط حساباتك فجأة مع الشخص الخطأ والأصعب حينما يكون الشخص الأناني في حياتك واقعاً ولابد أن تتعامل معه.
الأناني يختطف الفرح من الناس يبين الوجه الانتهازي للحياة. حساباته تتمحور حول ذاته، ولامكان للآخرين. هؤلاء الأنانيون يقتلون البراءة فينا ويطعنونا في أعز ما نملك بنقائنا من الداخل، نواجههم بالمرونة والاستيعابية نقابلهم بالحب لأننا نملك الثقة في أنفسنا ونستوعبهم. نتعامل معهم بحذر لأننا نخشى أن نتلوث بشظاياهم التي تصيب كل من حولهم.
الأناني يختطف منك العفوية يجعل همه الأول نفسه. يتمادى في اختطاف ما للغير حتى اللحظة يسعى لاقتناصها. هو وفقط. العالم يبدأ عنده وينتهي عند حدوده. نراهم بحقيقتهم المجردة، ونوضح لهم ذلك ندرك واقعهم ونتجاوز. نمنحهم مساحات إضافية لأننا نسمو عن الصغائر.
الأناني شخص يحاول انتزاع أكثر ما يمكن لذاته، والآخر بالنسبة له هامش. وإن تظاهر عكس ذلك، فهو يبدى أسلوبا ظاهريا عكس محتواه ولكنه في حقيقته جبان لأنه عديم الثقة بنفسه. وهو لايشعر بالسعادة الحقيقية، لأنه لم يكن يوما قنوعا بما لديه بل تراه دائما في صراع خفي يحرمه متعة الاستقرار وعمق الطمأنينة.
نشفق على الشخص الأناني لأنه هو أيضا ضحية نفسه وأحيانا لايكون له يد فيما هو عليه. نتعامل معه بالطيبة والنوايا الحسنة. فالأراضي القاحلة مهما كانت جدباء فإنها ستثمر إذا ما رويت دوما بالماء.
كل الناس داخلهم أنانية متخفية
ولكن هناك ضمير حي يحجمها ويهذبها
وآخرون يكون الضمير هو الضحية
وما يتبقى منهم وهم وشبح إنسان.